إن أفضل العبارات الطبية في شأن تساقط الشعر، هي عنوان ذاك المقال الطبي للباحثين في الأكاديمية الأميركية لطب الجلدية حول تساقط شعر النساء، والذي ورد هكذا: «أفضل الأدوية لعلاج تساقط الشعر.. أن تبحث عن السبب أولا».
أسباب تساقط الشعر:
يحدث تساقط الشعر نتيجة لعدد من الأسباب، من أهمها الضغوطات والتوترات النفسية وتساقط الشعر الوراثي، ويضيفون: «ويتسبب أيضا في هذه المشكلة وجود حالة مرضيّة صحية، مثل مرض الذئبة (lupus) أو أمراض اضطرابات الغدة الدرقية (thyroid disease) أو متلازمة نمو أكياس بالمبايض (polycystic ovary syndrome) وغيرها، كما أن ما تفعله المرأة خلال تصفيفها شعرها بالتسريحات المختلفة، وما يستخدم خلال ذلك من مواد كيميائية للصبغ أو التجعيد أو الفرد، كلها قد تؤدي إلى نشوء مشكلة تساقط الشعر في مراحل لاحقة من العمر، ومما يجب التنبه إليه أن كل سبب من أسباب تساقط الشعر يتطلب تعاملا مختلفا بغية إعادة الشعر إلى وتيرة نموه الطبيعي».اقرأ ايضا :
في اليوم العالمي للجذام ماذا تعرف عنه ...
ونقطة البحث عن السبب، هي ما تؤكده «المؤسسة القومية للصحة» بالولايات المتحدة بقولها: معالجة تساقط الشعر تعتمد على معرفة السبب، وفي بعض الحالات نجد أن معالجة السبب تزيل مشكلة تساقط الشعر، وقد يتطلب الأمر تناول أدوية لإعادة النشاط لعمليات نمو الشعر، أو إجراء عمليات ترميم وإصلاح للشعر (hair restoration).
نمو وتساقط طبيعي:
ووفق ما يشير إليه الباحثون في اضطرابات نمو الشعر وتساقطه في «مايوكلينك» في الولايات المتحدة، فإن غالب الناس الطبيعيين يفقدون ما بين 50 إلى 100 شعرة في كل يوم، وهذا التساقط الطبيعي لا يؤثر على المنظر العام لفروة الرأس (scalp) لدى غالب الناس الذين يتجاوز معدل عدد شعرات رؤوسهم أكثر من 100 ألف شعرة، وهناك من لديهم عدد أكبر من شعرات الرأس.اقرأ ايضا :
الصدفية ...
الصدفية ...
ومقابل هذا التساقط الطبيعي هناك نمو طبيعي للعدد نفسه من الشعرات خلال اليوم، والحقيقة أن الشعرة الواحدة في فروة الرأس تمر بـ3 مراحل في عمرها، هي مرحلة النمو، ومرحلة الرقاد، ومرحلة السقوط، فالشعرة تبدأ في الظهور لأول مرة خلال مرحلة «طور النمو» (growth phase)، أو ما تعرف علميا بـ«أناجين» (anagen) وتعيش الشعرة الواحدة في هذه المرحلة ما بين سنتين أو ثلاث أو أربع سنوات، باختلاف الأشخاص، وفي هذه المرحلة يزداد طول الشعرة في كل شهر نحو 1 إلى 1.5 سنتيمتر.
ثم بعد انقضاء هذه المرحلة النشطة في نمو الشعرة، تدخل الشعرة مرحلة من النوم والرقاد في جانب نشاط عملية النمو، أي مرحلة «طور الرقاد» (resting phase)، أو ما تسمى علميا بـ«تيلوجين» (telogen) وخلال هذه المرحلة يبقى طول الشعرة على ما هو عليه، وتستمر المرحلة هذه ما بين 3 أو 4 أو 5 أشهر.
وفي نهاية هذا الطور، تسقط الشعرة تلقائيا أو بفعل عوامل الشدّ خلال تدليك الشعر في أثناء الغسيل أو تمشيط الشعر، ولذا ما نراه عالقا بالمشط أو الفرشاة أو في أرضية بلاط مكان الاستحمام هو تلك الشعرات التي انتهى عمرها الافتراضي الطبيعي....
ثم في نفس مكان الشعرة، تبدأ شعرة جديدة في النمو، لتمر بالمراحل الثلاث المتقدمة الذكر، بمعنى أنه ما أن تسقط شعرة، حتى تبدأ أخرى في النمو مكانها، وبالتالي تحافظ فروة الرأس على شكلها الطبيعي في عدد الشعرات.
ومع هذا فإن من الطبيعي أيضا أن يحصل نوع من التساقط الطبيعي ضمن عمليات التقدم في العمر وبلوغ مراحل الشيخوخة، لكن التساقط بالشكل الواضح وغير الطبيعي، والذي يؤدي إما إلى خفة الغطاء الشعري لفروة الرأس بشكل عام، وإما إلى ظهور أماكن واضحة يزول منها الغطاء الشعري، يعني أن وتيرة عمليات التساقط (rate of shedding) تكون أكثر من وتيرة عمليات عودة النمو الطبيعي للشعر الجديد (rate of regrowth)، وهذا مؤشر غير صحي.
وتعرض الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة لائحة بأسباب تساقط الشعر عموما لدى الرجال أو النساء أو الأطفال أو المراهقين، وهي تشمل:اقرأ ايضا :
الالتهابات الفطرية للاظافر وعلاجاتها ...
الضغوط النفسية:
* من أسباب تساقط الشعر، معايشة توترات الضغط النفسي من أي مصدر، وأيا كان مبعثها، وكذلك الحال عند التعرض لحالات صحية صعبة، خصوصا الخضوع لعمليات جراحية كبيرة، ويقول الباحثون من الأكاديمية الأميركية لطب الجلدية: «يفقد النساء كمية واضحة من شعر فروة الرأس بعد المرور بحالات من التوتر والضغوطات النفسية، مثل الحمل والولادة، والإصابة بأحد الأمراض الطارئة أو الخضوع لأحد العمليات الجراحية أو وفاة شخص عزيز، وكذلك التعرض للخلافات الأسرية، والمشكلات الزوجية، وتوترات العمل الوظيفي، وغيرها من العوامل التي تتأثر بها المرأة أكثر من الرجل».
ويعللون تأثير هذا السبب بأن التوتر يجبر الكثير من شعرات فروة الرأس على الدخول في مرحلة «طور الرقاد» وتوقف نشاط نمو الشعر، وهذا التأثير السلبي لا يؤدي فقط إلى توقف الزيادة في طول الشعر، بل يقرب من أجل تساقط الشعر، وبالتالي فإن تأثيرات المرور بالمراحل الشديدة من التوتر تظهر بعد فترة من الوقت (بضعة أشهر)، وتتطلب مزيدا من الوقت أيضا كي يعود الشعر إلى سابق نموه ووفرته في فروة الرأس، ويضيف الباحثون القول إن الجيد في الأمر أن سقوط الشعر بسبب التوتر لا يحتاج عادة إلى علاج، بل يعود الشعر إلى سابق حاله الطبيعي بزوال الأسباب.
وهناك أيضا حالات النتف اللاإرادي للشعر، وهو أحد مظاهر الاضطرابات النفسية غير المفهومة طبيا حتى اليوم بشكل واف، وفي كثير من الأحيان يقوم بعض الأشخاص بنتف مناطق معينة من فروة الرأس، بشكل متكرر، ليصل بها إلى حد زوال أو قلة غلافها الشعري، وتسمى هذه الحالة طبيا بـ«اضطراب قلع الشعر» (hair-pulling disorder) أو «ترايكوتيلومانيا» (Trichotillomania).
0 تعليق